تحت شجرة السدر القديمة وعلى تلك الأرض التي تضرب في عمق التاريخ صفحات من الحياة لم تنتهي يوما,على ترابها الأحمر الذي مال إلى اللون الداكن بفعل الظل, بين تلك الأغصان المتدلية, التي تشابكت وكأنها تواري عن الأعين لقاءً بريئاً تشهد على نقائه تلك القعدة الخجلة لفاطمة, يوم إلتقت حبيبها علي, جلست على إستحياء تلتف بقية ثوبها الباهت على قدميها وألقت ناحيته إحدى أذنيها,معرضة بوجهها تلقاء الطريق التي أتت منها. كانت فاطمة قد إرتضت هذا اللقاء حين قرر علي أن يسافر, أما من قبل فكانت تأتيها الرسالة كلامية على لسان فتاة تردها له بكلمات اخرى تحمل نفس المشاعروالآمال.
نزلت فاطمة عند رغبة علي لتوديعه اولاً ثم لتدفعه لسفر بات لازما في ظل حالة لايملك فيها حتى الأرض التي هي مصدر العيش,فقد ضم عمه الأرض لأملاكه بعد وفاة أبيه, وتزوج أمه. وقد ثارت مشكلة صعبت موقفه فيما بعد حين رفض الزواج من إبنة عمه, واصبح يوما بعد يوم تشتد عليه المواقف العدائية حتى افضى لمجرد فلاح امره مرهون بقرار من عمه.
كان الكثير من اهل قريته يحترمون فيه كبريائه وتمسكه بمواقفه ومبادئه مهما كانت النتائج.
قال بالأمس لعمه بعد ان قرر السفر:
لن تملكني كمافعلت بحق ابي ولن تجدني جباناً أسكت عن حقي, وثق بأن عودتي ستكون نهاية لأطماعك, مما اثار قلق عمه فأوصى احد خدمه ان يتتبع علي حتى يصل بعيداً عن أماكن الناس ومواقع السكن, فيقتله واغراه بدراهم وماشية جعلته يتحفز لذلك اليوم.
وتحت الظل وعلى التراب الاحمر كان حديثاً مقتضباً قبل السفر...
علي :
فاطمة هل تنتظرين علي وقد لاتعلمين كم
من السنين سيغيب؟
فاطمة:
إن اردت ان تعد فاطمة أنها برأسك ستجدها تنتظر.
علي :
لكني اخاف عليك انت جميلة يتمناك الكثير
وأخوتك لن يخضعوا لرفضك إن طال انتظارك لي.
فاطمة :
سا ارفض كل من يتقدم وأنتظرك وكفى.
علي :
لنتفق على عدد من السنين إن لم اعد بإنقضائها
ينقطع العهد بيننا..و..
تقاطعه فاطمة : إن لم تأتِ احبَّ العيش إلىّ بين اهلي وأخوتي.
قلم / عبدالله الجوي
منقول