بالمكر الطيب والقانون أنقذت والد أبنائها من السحر الأسود ..؟؟

عامان ونصف غاب خلالهما عن أهله وأبنائه وعن المرأة التي كانت رفيقة عمره لأكثر من عشرين عاماً، كان قد ذهب برحلة سياحية مع أصدقائه إلى إحدى الدول العربية، فعاد الجميع إلا هو، قال لهم إنه لا يريد العودة مرة أخرى إلى أبوظبي، وفشلت كل محاولات أصدقائه بثنيه عن هذا القرار الغريب، ولكنه أصر على ذلك، بل ان جميع من ذهب إليه من عائلته وأصدقائه لإقناعه عادوا وفي قلوبهم غصة مما شاهدوه، قالوا إنه ليس ذاك الرجل الذي يعرفونه، وأنه كان يبكي وهو يخبرهم أنه يريد العودة ولكنه لا يستطيع.
وبعد محاولات حثيثة استطاعت أسرته أن تعيده ولكن ليس وحده بل جاءت معه زوجته الجديدة التي قام باستئجار منزل منفصل ليقيم به معها، كما أنه لم يحاول رؤية أبنائه أو السؤال عنهم. ولكن المستفز حقاً بالنسبة لزوجته الأولى أن جميع من يراه كان يأتي إليها وهو مشفق عليه، وكأنها ليست هي من يستحق الشفقة.
كانت وقبل فترة من عودته قد أثبتت الطلاق بحكم محكمة، وحصلت على حكم بجميع حقوقها وحقوق أبنائها، ولكنها لم تطلب تنفيذ الحكم، كانت تنتظر عودته لتسأله عن سبب ما فعل. وكان أن رأته في صدفة مصطنعة، فذهلت مما رأت، كان يشبه زوجها في ملامحه ولكنه وكأنه ليس هو، فأين رجل حياتها الممتلئ قوة وحيوية، وأين تلك الهيبة والوقار. لم تصدق ما رأته عيناها وأخذت تبكي من أجله وقد نسيت كل ما فعله بها.
قررت أن تنقذه مما حل به وقد استقر في يقينها أن سحراً أسود قد أصابه، فاتفقت مع أسرته أن تحضره إلى منزلها وقد أعدت لها من يقرأ له القرآن لعلاجه. وما أن قرئ القرآن عليه حتى أخذ الرجل يخرج ما في جوفه بشدة وهو يصيح من الألم، فقامت بحجزه بمساعدة أسرته في منزلها غير آبهة باستياء الناس من وجوده هناك بعد أن طلقها، وكانت تخبرهم أنها تعرف حدود علاقتها به الآن وهي ملتزمة بإرضاء ربها قبل كل شيء.
ثم جعلت القرآن الكريم يصدح في منزلها ليل نهار، كما عملت على تقديم العلاج الطبي له، وكانت المفاجأة أنه عاد إلى محبتها كارهاً للأخرى ورغم ذلك لم يعد الرجل الذي كان قبل تلك الرحلة المشؤومة، ولكنها لم تيأس من علاجه، وكانت خائفة من أن تجدد تلك المرأة السحر لزوجها، فأرسلته مع أكبر أبنائها ليأخذ ملابسه وأغراضه الشخصية من المنزل الآخر، ولكن زوجته هاجمت الابن ورفعت السكين في وجهه مهددة إياه بالقتل إن حاول أخذ أي شيء من المنزل، فطلبت منه تقديم بلاغ لاتهام زوجته الجديدة بمحاولة قتل ابنها وتهديده لتشغلها بهذه القضية عن متابعة زوجها.
كانت امرأة ذكية، ولا يعيب الخير أن يكون ذكياً، وقررت أن تمكر مكراً طيباً تنقذ به زوجها، فجاءت إلى قسم المساعدات القانونية بدائرة القضاء بأبوظبي وحكت لهم حكايتها طالبة منهم طريقة قانونية للحصول على أغراض والد أبنائها، فتم نصحها بأن يقوم هو بتقديم طلب على عريضة أمام قاضي الأحوال المستعجلة للمطالبة بتمكينه من أخذ أغراضه، ففعلت ذلك. ثم خطر لها بأن تلك السيدة قد تعمل على إعادته إلى بلدها وتحت سيطرتها، فطلبت منه أن يكتب لها وصل أمانة بمبلغ كبير من المال، ثم أخذت الوصل وتوجهت إلى قاضي الأمور المستعجلة بطلب منع سفره، وبذلك ضمنت أن يبقى في الدولة ولا يعود مرة أخرى إلى ذلك بلد الزوجة الجديدة وتحت سلطتها.
لم تتوقف عن علاجه بالقرآن مع العلاج الطبي والنفسي وكانت حالته تتحسن يوماً بعد آخر، فقررت أن تأخذه برحلة عمرة إلى الديار المقدسة ليعيش فترة إلى جوار البيت الحرام ويغتسل بمياه زمزم، بعد أن أخبرها كثيرون أن ذلك سيريحه نفسياً بشكل كبير وسيساهم بسرعة شفائه، فتوجهت إلى مكتب المساعدات القانونية لتسألهم عن إمكانية الرفع المؤقت لمنع السفر لكي يتمكن من الذهاب إلى الأراضي المقدسة، فتم إخبارها من قبل المختصين بعدم إمكانية ذلك وإن الرفع سيكون دائماً، والحل الوحيد أن يكفله شخص مقتدر خلال فترة سفره ثم يرفع عنه الكفالة لدى عودته وبذلك يتمكن من أداء العمرة، فغادرت المكتب وهي مصممة على إيجاد ذلك الكفيل لتساعد من كان زوجها على استعادة نفسه وحياته.

مشكووووووور

مشكووووووور