الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين،
وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين، أما بعد؛
مزايا الصلاة على سائر العبادات
للصلاة من المزايا ما ليس لغيرها من سائر العبادات فمنها:
1- أن الله سبحانه وتعالى تولى فرضيتها على رسولهصلى الله عليه وسلم بمخاطبته له ليلة المعراج من غير واسطة الملك جبرائيل كسائر العبادات.
2- أن الصلاة أكثر الفرائض ذكرًا في القرآن فتارة يخصها بالذكر وتارة يقرنها بالزكاة وتارة يقرنها بالصبر وتارة يقرنها بالنسك وتارة يفتتح بها أعمال البر ويختتمها بها كما في آيات (المعارج) وكما في أول سورة (المؤمنون).
3- أن الصلاة أول ما أوجب الله على عباده من العبادات العملية فإن وجوبها قبل وجوب الزكاة والصيام والحج.
4- أن وجوبها عام على الذكر والأنثى والحر والعبد والغني والفقير والمقيم والمسافر والصحيح والمريض فلا تسقط الصلاة عنه ما دام عقله ثابتا.
5- أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة وآخر ما يفقده من دينه.
6- أنها قوام الدين وعماده فلا يستقيم دين إلا بها كما في الحديث«رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة» فمتى سقط العمود ذهب الدين والحديث رواه الترمذي وصححه.
7- أن الرسولصلى الله عليه وسلم اهتم بها اهتمامًا عظيمًا فهي آخر ما أوصى به أمته عند مفارقته الدنيا جعل يقول:«الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم» رواه أحمد وغيره.
8- أن الله أوجبها في اليوم والليلة خمس مرات بخلاف غيرها من بقية الأركان.
وبالجملة فأمر الصلاة عظيم وشأنها كبير فقبول سائر الأعمال موقوف على فعلها فلا يقبل الله من تاركها صومًا ولا حجًا ولا صدقةً ولا جهادًا ولا شيئًا من الأعمال فيجب على المسلمين جميعا الاعتناء بها والمحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة في المساجد ليفوزوا بعظيم الأجر والثواب المرتب عليها وليسلموا من الإثم والعقاب المعد لمن ضيعها قال تعالى:}إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ{
(سورة التوبة آية 18).
وقال تعالى:}وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ{
(سورة المعارج آية 34- 35).
اللهم اجعلنا وجميع المسلمين من المحافظين على الصلوات المكرمين بنعيم الجنات وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.