يقول راوي القصة
استضفت القسيس علي بلوسن في مجلسي بالمنزل ليذكر لنا قصة تحوله من المسيحية
إلى الإسلام بعدما خدم في الكنيسة أكثر من ست عشرة سنة موجهاً وداعياً،
إلا أنه بعد تفكير طويل أعلن إسلامه، وبدأ يقرأ عن الإسلام ويتعلمه،
والآن هو معتكف على تعلم اللغة العربية، علما بأن القسيس علي بلوسن كان عضوا في البرلمان الروسي،
وعند دخوله الإسلام تمت مهاجمته ووصفه بأنه أكبر عدو للمسيحية
وقد استغربت من قصة ذكرها وهو يتحدث معنا عندما سألته: هل أنت متزوج الآن؟
فقال لي: نعم... وإني متزوج من امرأة كنت سبباً في تعميدها، ثم سبباً في إسلامها.
فقلت له: اشرح لي أكثر، وماذا تقصد بكلمة التعميد؟
فقال: عندما كنت قسيساً في الكنيسة، فإن من عادة النصارى عندما يولد لهم طفل فإنهم
يحضرونه إلى الكنيسة ليقوم القسيس بتعميده أي ليغطس هذا الطفل في حوض من الماء
ونحن نعتقد أن هذا هو ماء الحياة حتى تأتي البركـــة للطفــل، ثم يسلم الطفل إلى أهله على اعتبار أنه عمد،
وممن عمدتهم كانت طفلة، وبعدما كبرت هذه الطفلة كانت تتردد على الكنيسة لأعلمها تعاليم المسيح..
إلى أن أعلنت إسلامي
وتركت العمل الكنسي وأصبحت داعياً إلى اللـــه، واستمرت هذه الفتاة تتردد علي مسـتغربة
كيف أني تخليت عن المسيحية وأصبحت مسلماً
وبدأت تسألني عن سر تحولي، فقلت لها: «التوحيد» فالتوحيد كان سبباً رئيسياً في تحولي ودخولي في الإسلام،
لأني وجدت فيه الإجابة على كل أسئلتي، وانشرح صدري للإسلام والحمد لله على هذه النعمة،
ثم توقف القسيس، وبعدها قال لي:
وكذلك انشرح صدر الفتاة للإسلام، فدخلت في الإسلام وتزوجتها.
فقلت: سبحان الله، كان القسيس سبباً في تعميدها، ثم كان سبباً في إسلامها...
من كان يتخيل أن هذا القسيس الذي كان عضوا في البرلمان الروسي،
ومؤلفاً لعدة كتب في المسيحية، وهو من أشهر القساوسة في روسيا، يدخل في الإسلام،
ثم ومن كان يظن أن الفتاة التي عمدها وكان قدوة لها في المسيحية يكون سبباً في دخولها للإسلام.
هذا يدل على عظمة هذا الدين وأثره في النفوس
لو كان أهله ينشرونه بمنهج سماحة الإسلام ويسره.