تعيش مملكة البحرين خلال شهر رمضان المبارك أجواء رمضانية خاصة تطغى عليها مشاعر المحبة والود والروحانية اذ يعتبر أهل البحرين رمضان فرصة ومناسبة مواتية لاحياء العادات والتقاليد التى تميز بها الشعب البحرينى عبر أجياله المتعاقبة، فالمجتمع البحرينى يكشف خلال هذا الشهر الفضيل عن عاداته الاصيلة وتقاليده الراسخة التى تجسد قيم المحبة والتواصل الدينى والاجتماعى وتنم عن التجانس بين افراد المجتمع البحرينى
وبمجرد قرب حلول شهر رمضان يبدأ الناس فى شراء المواد الغذائية مبكرا وتخزينها حيث تزدحم الاسواق والمتاجر والجمعيات بالمواطنين والمقيمين من أجل توفير المواد الغذائية الرئيسية لطهى أشهى المأكولات الرمضانية البحرينية
مجالس البحرين
ومن ابرز مايميز رمضان فى البحرين هى تلك المجالس التى يفتحها الرجال فى بيوتهم ويقومون بدعوة الاقارب والجيران والاصدقاء والزائرين للتجمع بعد صلاة العشاء والتباحث فى شئون الدين والدنيا وسرد الحكايات وتذكر الماضى اضافة الى مناقشة القضايا التى تشغل الشارع البحرينى فى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية
وللأطفال البحرينيين ألعابهم الشعبية، التي تعود بقوة مثل الصعقير والخشيشة والسكينة والدحروي. أما الكبار فلا شاغل لهم إلا المستديرة التي تنتشر بطولاتها في كافة مدن المملكة، رغم أن بطولة الشيخ ناصر بن حمد نجل العاهل البحريني هي الأكثر شعبية بعد أن وصل عدد الحضور في نسختها السابقة إلى سبعة عشر ألف متفرج
الخيام الرمضانية
قد انتشرت في البحرين خلال الأعوام الماضية ظاهرة رمضانية تمثلت في نصب الكثير من الفنادق والمقاهي خياماً تُقام فيها فعاليات مختلفة تتمثل في إقامة المسابقات وتقديم الشيشة فضلاً عن بوفيهات الطعام المفتوحة والتي يتفنن الكلُّ في تقديمها.
مائدة الإفطار البحرينية
تتميز المائدة الرمضانية البحرينية بأجواء خاصة تستمدها من شهر رمضان المبارك، فيعرف عن أهل البحرين حبهم للتنوع في الطعام، ولهذا يجد المرء أن مائدة الإفطار البحرينية في رمضان تكون عامرة كل يوم بأصناف مختلفة من الأكلات البحرينيــة الشهيـرة إضافـة إلى أطباق الحلوى الأكثر شهرة بين الدول الخليجية، حيث تحافظ ربـة البيت البحرينيـة على مذاق الأكلات الشعبية طوال شهر رمضان من خلال إضفاء ذوقها الخاص في إعداد المائدة
اطباق رمضانية لا غنى عنها
من الأطباق التي لا غنى عنها في المجتمع البحريني والتي لا تزال تسجل حضورها بشكل يومي على السفرة الرمضانية هي التمر والهريس والثريد اللقيمات والكباب البحريني المصنوع من دقيق الحمص، والخنفروش وقبل ذلك كله (خبز الرقاق) الذي يستعان به أيضا لعمل الثريد بدلًا من خبز الخباز، وأيضاً التحلية بالكستر (المحلبية) والجلي والكريم كراميل والفالودة، أما فيما يتعلق بأطبـاق الحلوى على مائدة الإفطار وفي السحور فهي الخبيص والخنفروش وهو البانكيك القديم والعصيدة والبثيــث ومكوناته الأساسية التمر والطحيـن بالإضافـة إلى أطباق العقيلي واللقيمات والحسو وقرص الطابي والرهش والسمبوسة الحلوة، وحلوى الساكو من الأطباق المفضلة في شهر رمضان وفصل الشتاء وتتكون من حبيبات الساكو والسكر والزعفران والماء والهيل المطحون والزيت والجوز والكازو
الغبقة الرمضانية البحرينية
تعتبر الغبقة الرمضانية البحرينية تقليداً اجتماعياً محلياً وخليجياً، حيث تعارف أهل البحرين على إحيائها منذ مطلع القرن العشرين، وهي تعتبر إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور، ويحرص أهل البحرين على إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي شهر رمضان وخصوصاً في العشر الأواخر من الشهر ويدعون لها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم، وتقام الغبقة غالباً بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والثانية صباحاً بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويلتزم الجميع عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي الوطني لإبراز الملامح التراثية في الغبقة.
موكب بوطبيله
كان المسحر يسمى (أبو طبيلة) في بعض مناطق البحرين، ومع مرور السنوات أصبحت ترافق المسحر مجموعة من الشباب، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في هذه الوظيفة التراثية التي تحولت إلى كرنفال احتفالي تقوده مجموعة من الشباب التي تجهز لهذا الغرض سيارة مكشوفة مجهزة بمكبرات صوت ضخمة لتجول الشوارع بإيقاع بطيء وهي تردد الأهازيج الرمضانية برفقة عدد من ضاربي الطبول والدفوف التي تعرف باسم (الطيران وهو جمع طارة)، وما لبثت هذه الظاهرة أن استقطبت المراهقين والشباب الذين لحقوا بهذه السيارة مشاة، أو لحقوا بها بسياراتهم الخاصة ليتحول الأمر إلى مسيرة مجلجلة يثير مرورها سكان البيوت الذين يخرجون للفرجة على هذا الموكب الاحتفالي
قرقاعون رمضان
في منتضف رمضان يبدأ احتفال الاطفال بهذه المناسبة منذ لحظة الغروب فعندما كانوا يسمعون الاذان يصفقون تعبيرا عن فرحتهم بهذا اليوم المبارك وبعد تناولهم لفطورهم فانهم سرعان ما يغادرون بيوتهم ليتجمعوا في الاحياء، والمناطق في مجموعات تختار كل مجموعة رئيساً لها وتبدأ هذه المجموعات التنقل بين منازل الحي حاملين الاكياس والطبول والطاسات وغالبا ما يتنكرون بملابس الغاصة السوداء او وضع اللحى او الشوارب لجلب الانتباه
ويردد الاولاد انشودة خاصة بهم كقولهم
سلم محمد يالله واتخليه لامه ويبب المكدة وايحها في كم امه سلم ولد الحبابه عن الويعه و اسبابه يعل القبر ما يضمه ولا يخشه عن امه
أما البنات يقولون
قرقاعون عادت عليكم هويا الصيام من بيت اقصير هو يا رمضان الله يسلم ( امينة) امينة يا الحبابه سنة الغلا ما صكت ولا حطت بوابه بوابة يا بوابة قرقاعون