تتحدث العديد من المراجع العلمية و الوثائق الرسمية القديمة و الحديثة عن أمطار غريبة هطلت علي الناس و أصابتهم بصدمة مروعة , لأنها لم تكن أمطاراً عادية علي الإطلاق..!
أمطار حمراء..
في شهر أكتوبر من عام 1846 هطلت علي بعض المدن الفرنسية أمطاراً حمراء بلون الدم تساقطت معها ألوف الطيور الممزقة و الملوثة من مختلف الأنواع و التي مات معظمها حال إرتطامه بالأرض و لم يفهم شخص واحد سر هذه الظاهرة الغريبة !!
أمطار اللحوم..
و في عام 1876 تساقطت أمطار أشد غرابة في ولاية ( كنتاكي ) الأمريكية , فقد كانت هذه المرة أمطاراً من شرائح اللحم !! و لم يجرؤ أحد علي تذوق تلك اللحوم لمعرفة نوعها سوي شخص واحد فقط , و قد وصف مذاقها بأنه قريب من لحم الغزلان !!.
أمطار من الطيور ..
أما في عام 1896 فقد تساقطت علي مدينة ( باتون روج ) في ولاية ( لويزيانا ) ألاف الطيور و كان من بين هذه الطيور طائر نقار الخشب و البط البري و غيرها ,
و الأعجب أن بعض أنواع تلك الطيور كان يندر وجودها بالمنطقة و البعض الآخر كان ينتمي لفصيلة لم تكن معروفة علي الإطلاق . ثم حدث هذا مرة أخري في أغسطس عام 1960 في مدينة ( كابيتولا ) بولاية ( فلوريدا ) حيث استيقظ سكان المدينة في الصباح ليفاجئوا بأن مدينتهم مغطاة تماماً بطيور ميتة بعض منها من النوارس المائية التي من المفترض أن تتخذ أعشاشها في القارة الأسترالية و الشواطئ اليابانية , أي أن وصولها إلي ( فلوريدا ) في حد ذاته يعتبر لغزاً يفجر علامات الإستفهام .. و تعتبر حادثة عام 1983 هي آخر حوادث الأمطار العجيبة المسجلة في الوثائق الرسمية عندما تساقطت كمية من العملات المعدنية علي مدينة ( نورفولك ) الانجليزية وسط ذهول الناس !!
أمطار الجليد...
أما أخطر الأمطار فهي أمطار الجليد – و الحديث هنا ليس عن الثلوج الهشة التي تستقر علي الأرض و فوق الأسطح برفق .. فالجليد عبارة عن كتل صلبة ثقيلة الوزن كبيرة الحجم , و سقوطها علي رأس إنسان قد يتسبب بقتله في الحال , و هذا ما حدث .. ففي عام 1968 سقطت كتلة جليدية قطرها متر و نصف علي رأس نجار كان يعمل فوق سطح أحد المنازل في مدينة ( كمبتن ) الألمانية فصرعته في الحال .. و في ( لندن ) عام 1974 سقطت كتلة من الجليد قطرها نصف متر علي سيارة يملكها مهندس بريطاني فاخترقتها من سقفها إلي قاعدتها !!
تصور خبراء الطقس في بداية الأمر أن كتل الجليد هذه تسقط من بعض الطائرات التي فسدت أجهزة التكييف فيها فكونت حولها بعض الكتل الجليدية التي إنفصلت و سقطت لتسبب كل هذا , و لكن هذا لم يفسر ما حدث قبل إختراع الطائرات عام 1860 عندما سقطت كتلة من الجليد علي سفينة في عرض المحيط و كادت أن تغرقها !! الأمر الذي يناقض و بقوة نظرية علماء الطقس!
ليس هذا فحسب ...
بل هناك نوع من الأمطار أكثر غراية .. وقد تكرر عدة مرات وفي أماكن متفرقة من العالم ..
إنها تمطر سمكا !!
في 9 شباط (فبراير) عام 1859 هبت عاصفة هوجاء في جبل آش بوليز أعقبها هطول مطر غزير جعل عامل قطع الاخشاب جون لويس يهرع بحثا عن ملجأ ريثما تنتهي العاصفة . بينما وهو يركض تحت المطر أحس بأجسام صغيرة تتساقط من السحب فوق رأسه. وعندما رفع يده إلى إطار فبعته ليدنيها فوق وجهه أمسك بسمكة محتجزة في إطار القبعة .
وقف مدهوشا ونظر حوله فإذا أسماك بأعداد كبيرة تقفز في برك الماء التي شكلتها مياه الأمطار المتدفقة من السماء.
بعد أن هدأت العاصفة وتوقف سيل المطر أخذ جون لويس وزملائه يجمعون الأسماك من حولهم ويضعونها في سلاسل وصناديق خشبية كانت بحوزتهم , وبعد عشر دقائق عادت السماء تمطر أسماكا حية .
وفي اليوم التالي طلعت الصحيفة المحلية وفيها وصف تفصيلي لما شاهده لويس وزملائه في الغابة الجبلية .
وكانت حوادث مماثلة قد تم تسجيلها من قبل مؤرخين يونانين في القرن الثاني بعد الميلاد . حيث ذكر فونياس ان السماء أمطرت سمكا ذات مرة لمدة ثلاثة أيام , وسجل مؤرخ آخر (فيلارخوس) أن الناس رأت السماء تمطر سمكا اكثر من مرة !
وفي شباط (فبراير) 1861 ,هز جزيرة سنغافورة زلزال عنيف .أعقبه مطر لمدة ستة ايام .وقد وصف العالم الفرنسي فرانسوا دي كاستلينو, والذي كان يقول في ذلك
(( رأيت من نافذة غرفتي عددا كبيرا من الصينين يجمعون الأسماك من برك المياه الضحلة,ولما سألتهم عن مصدر تلك الأسماك ,أجابوا بإنها سقطت من السماء ,وبعد ثلاثة أيام جفت تلك البرك فظهرت أسماك عديدة ميتة))
كما أن عالم الأحياء البحرية الامريكي ألن باجيكوف شهد في شهر تشرين أول (أكتوبر) عام 1947 ,سقوط أسماك مع ماء المطر بينما كان يتناول طعام الغفطارالإفطار مع زوجته في إحدى مقاهي ماركسفيل بلويزيانا..
أما في الهند فقد تم تسجيل سقوط أسماك مجففة مرتين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر .وفي ايسن بألمانيا سقط من السماء عام 1896, سمك الشبوط النهري مجمدا داخل مكعبات من الجليد.
وأما أغرب ما ذكر في هذا المجال فسقوط أسماك من السماء الصافية في أيام مشمسة .
اذا كنا نفهم كيف بإمكان الزوابع والاعاصير حمل بعض الأجسام والأشياء الخفيفة معها من فوق سطح الأرض ..فإننا لا نعرف حتى اليوم كيف يتم إمتصاص الأسماك من اعماق البحار والمحيطات ورفعها إلى الأعالي ثم إسقاطها إلى الارض طوال عدة ايام ,وبعد مرور العاصفة وانتهائها بفترة طويلة؟!
كما لم تكن هناك أي آثار لحطام أو بقايا أشجار أو أي شئ آخر من البقايا التي تحملها الزوابع و الأعاصير عادة .
و علي الرغم من الصورة الهزلية التي قد تتبادر إلي ذهنك و أنت تقرأ عن تلك الحوادث, إلا أنها حقيقية تماماً و موثقة في سجلات علمية و حكومية رسمية و تعتبر من الأمور الخارقة للطبيعة و الخارجة عن المألوف و التي عجز العلماء و خبراء الطقس إلي يومنا هذا عن إيجاد تفسيراً لها .