السلام عليكم :
شهيرة هي هذه الفكرة ولا تكاد تخلو أسرة جزائرية من المقتنعين بها : يقال عادة عن الشاب الطائش او اللامسؤول او غير الملتزم بنظام البيت او حتى ذلك الذي يفتقد للباقة والكياسة وحسن التعامل مع اهله خاصة والدته واخواته البنات أن طباعه ستتغير بعد ان يتزوج او بالأحرى أن زوجته ستربيه وبالفعل هذا الكلام واقعي وليس اعتباطي لكن كثير من الناس يجهلون هذا التحول في طباع الشاب وينظرون اليها من زوايا ضيقة هي في الحقيقة لا تعدو على كونها مكملات ثانوية او اسباب تعزيزية للسبب الحقيقي لذلك التغيير اذا يعزوه اغلبية الناس لضعف شخصية الشاب وبالتالي يصبح يخاف من زوجته وهو الشائع والبعض الآخر لتسلط زوجته او ربما تصل بهم الخزعبلات حد اتهام الزوجة وأهلها بالسحور
لكن الحقيقة العميقة التي لا يستطيع الكثير من الناس كشفها او ربما التعبير عنها هي ان اغلب العائلات الجزائرية تفتقد الى نوع من الترابط الفعلي والضروري ليعيش كل افراد الاسرة في ظل التفاهم والود اذ تجد غياب فعلي لعنصر الحوار وتجد الهوة القائمة بين افرادها فضلا عن غياب فن التعبير عن الحب فلذلك ان لم تجد مشاكل في عائلة ما ستجد انطواء وحبا للعزلة او ما يسمى في علم النفس بالميزوتروبيا misanthropie وكل شخص من هؤلاء الافراد لو تضعه في بيئة مخالفة لبيئته الاسرية سيبدي من الفضائل ما يجعل افراد اسرته يندهشون فيه .
ومن هذا المنطلق يمكن القول بان التغير الذي يطرأ على الشاب بعد زواجه هو انما لتغيير البيئة فتأثير زوجته لم يكن ليحقق نتيجة لو لم يجد شخصية لها قابلية للتغير وربما يصل به التعطش للتغيير درجة الميوعة وهنا تاتي اخلاق الزوجة ان كانت دينة تقية خلوقة فستنعكس ايجابا على شخصية زوجها والا العكس .
طبعا مجرد وجهة نظر قابلة للنقد