الصّيفُ .. والشيطان .. !!)))

إنّه الصيف يا أحبّة.. تكاد شمسُه الحارقة تنزل على الرؤوس .. فتحلق عقولها ، وتحرق بصائرها ، وتخرق أسماعها، وتحلك حكمتها ..


إنّه الصيف .. آتٍ حقا ، يستعجل دورة الشمس في هذا الربيع القصير، وإنّي والله أشمّ تعاليله وأستنشق نسماته .. وكأنّي به يقول ويتوعد .. ويلكم هذا العام .. أنا والشيطان .. وموعدكم النار .. '' والعياذ بالله ''





مررت هذا الصباح على شاطئنا المحاذي للبيت ، جلست أترقبه طويلا .. وهو يمدّ ويجزر في هدوء صباحيّ مراوغ .. يُنذر بأمر ما ، لا علاقة له بالخير .


اقتربت بهدوء من آخر موجة صباحية تريد أن تنسحب عن رمال الشاطئ على مهل لتترك مكانها لموجة أخرى سرعان ما تُبَدِّد رغوتها صفاء فكرتي ...


تظلّ الموجتان تتبادلان الأماكن ،تحاولان استغفالي أنّ الصّيف لم يحن أوانه بعد .. فنَمْ وطِبْ خاطرا .


لكن سمعي أدرك العكس .. اقتربت منها أكثر .. وعلى حين غفلةٍ غرفت بيدي حفنةً من آخر موجةٍٍ هاربَة .. تذوّقتها .. فوجدتها بطعم الصّيف دافئة .. قليلة الملوحة .. تخبرني مرغمة أنّ الصيف هذا العام خطيرٌ غيرُ منعش ..




الصّيف هذا العام يجّر من أحداث الفتن ومقدّمات الشرور الكثير الكثير .. فصيف هذا العام جديدٌ لم نألف صِفريه (2010) وبعنوان المونديال الذي نترقب تكراره منذ الطفولة ..


ننتظر فيه الفرحة والهيجان ، لكنّ فرحته هذه المرّة أقرب للجنون منها للسعادة ، وهيجانه بلا رقيب ولا ممنوع ولا حدود .. ولا وازع .. ينتهي عنده كل رباط عقل و يتمزّق له كل وشاحِ اتّزان ..


لونه تغلب عليه الحُمرة من غير خُضرة ..


شعاره هذا العام .. (كل شيء مباح !!).



أمّا نساء هذا العام وما أدراك ..!!


فكثيرات منهنّ وُلدن البارحة تقريبا ، سيبلُغن هذا الصّيف عمر الإغراء ، وسينزلن للشواطئ وسيزدحمن في الشوارع .. ليجربن قطعهن على الملابس الصيفية الجديدة


وفي الوقت الذي ننعم فيه ونتلذذ بأطول الأوقات في النوم نستعجل الصّيف


يسهر أعداؤنا من غير نوم ..يجتهدون لابتكار المزيد من التنّورات التي تكشف السيقان والرُّكب ، والمزيد من البناطيل التي تمتصّ الأجساد وترسمها بإتقان على طبيعتها المقرفة للشهيّة ..


هذا الصيف يا أصحابي ، ستكثُر فيه الأعراس .. وليس الرقص فيه فقط من ستهتز من أجله الأكتاف والأرداف ، ستتعرى السيقان والأذرع .. وسيجاريها الضعفاء ، والله المستعان ..


لستُ أخاف على نفسي كثيرا .. ولكني أكتبُ لكم .. أمّا أنا فالشعر شاب ثم فارق الرأس .. وعمر النطّ مضى .. وقضى .. بالكاد أسير الى المسجد ثم أعود للكنبة .. أمارس هوايتي مع القلم .. غير عابث بما يجري خلف نافذة غرفتي


أمّا أنت .. فطعّم نفسك بالقرآن والذّكر إن كنت تريد النجاة .. وانصح إخوانك ..


وأنتِ يا أختاه .. شدي على رأسك بخمار طهارتك وعفّتك ، واصطبري ..


والله المستعان ... الله المستعان