لم يكن يتخيل أكثر الأشخاص تشاؤماً ان الكالتشيو الايطالي والذي ظل لسنوات طويلة "جنة كرة القدم" وحلماً لاي لاعب والوجهة الأولى للنجوم ان يأتي اليوم الذي يصبح فيه وجهة اللاعبين قبل الاعتزال بعدما يخفت نجمهم ولا يجدوا موقعاً في باقي دوريات اوروبا ولكنه الامر الذي أصبح حقيقة واضحه لا تقبل الشك أو الجدل.
انتقالات الكالتشيو خلال الصيف الحالي كانت برهاناً واضحاً ان الكرة الايطالية فقدت بريقها تماماً وأصبحت لا تجذب نجوم الصف الأول لأسباب عديدة أهمها الأزمة الاقتصادية الواضحة التي تعاني منها ايطاليا والتي أثرت بشكل مباشر على الأندية الايطالية لانخفاض حقوق الرعاية وعدم قدرة المشجعين على شراء التذاكر بشكل اسبوعي بخلاف غياب الرقابة الخاصة بحقوق استغلال الشعار وانتشار البضائع المقلدة والتي اثرت بشكل سلبي على المتاجر الرسمية للفرق.
فأندية القمة الايطالية والتي كانت حلماً لكل نجوم اللعبة أصبحت لا تستطيع ان تجذب سوى اللاعبين اصحاب العقود المنتهية والغير مطلوبين بقوة في الدوريات الأخرى أو بعض اللاعبين الشباب الذين يبحثون عن فرصة للتألق والرحيل عن الكالشيو بعد ذلك لأحد الدوريات الأوربية الكبرى.
ففريقاً مثل الميلان والذي حقق دوري ابطال اوروبا 7 مرات تجده لا يستطيع ان يجذب سوى البرازيلي اليكس والذي انتهى عقده مع باريس سان جيرمان ،ولم يعرض عليه الأخير التجديد وفضل ضم البرازيلي دافيد لويز مدافع تشيلسي، والفرنسي مينيز والذي انتهى عقده مع النادي الفرنسي ذاته وفضل الرحيل في ظل ابتعاده التام عن المشاركة مع ناديه وهو الأمر الذي تسبب في خروجه من قائمة فرنسا التي شاركت في المونديال الأخير.
وبالنسبة الجار اللدود انتر ميلان فضم المدافع الصربي فيديتش والذي انتهى عقده مع مانشستر يونايتد الانجليزي وأصبح لا مكان له في الأولدترافورد في ظل رغبة مسؤولي النادي الانجليزي في تجديد دماء الفريق وصنع فريق شاب قوي بعد انتكاسة الفريق الموسم الماضي واحتلاله المركز السابع وفشله في التأهل الاوروبي.
اما يوفنتوس بطل الدوري المواسم الثلاثة الماضية والفريق الأكثر استقراراً في ايطاليا على جميع الأصعدة (الفنية والادارية والاقتصادية ) والذي رحل مدربه كونتي بعد يومين من بداية معسكر الاعداد لأسباب تتعلق على الأرجح بسياسة الشراء في السوق الكروية فلم يضم سوى المهاجم الشاب الفارو موراتا لاعب ريال مدريد والذي لم يجد فرصة في ناديه الاسباني لكثرة النجوم هناك فوقع لليوفنتوس على عقداً مدته 5 سنوات مع وجود أحقية لريال مدريد في استعادته بعد عامين برقم يقترب من ضعف قيمة بيع لليوفنتوس بالإضافة إلى اللاعب الشاب كينجسلي كومان لاعب وسط باريس سان جيرمان والذي انتهى عقده مع النادي الفرنسي ويحلم بالسير على خطى مواطنه بوجبا الذي انضم لليوفنتوس قبل عامين في صفقة انتقال حر من مانشستر يونايتد وأصبح أحد ابرز لاعبي الوسط في العالم بأثره.
وبالنسبة لروما وصيف الموسم الماضي فلم يكن أفضل حالاً من الأخرين فضم الانجليزي اشلي كول بعد استغناء تشيلسي عنه وعدم عرض عقداً جديداً عليه بعد انتهاء عقده بنهاية الموسم الماضي كما ضم المالي سيدو كيتا في صفقة انتقال حر ايضاً بعد انتهاء عقده مع فالنسيا الاسباني.
اما نابولي بطل كأس ايطاليا فضم الاسباني ميتشو مهاجم سوانزي سيتي على سبيل الاعارة مع وجود أحقية للنادي الايطالي في ضمه بصورة نهائية الصيف المقبل.
ومع امتداد فترة الانتقالات 40 يوماً لا تزال هناك بعض الأسماء الأخرى المتوقع ان تحط الرحال في ايطاليا للعب لأحد انديتها لعل أبرزهم الفرنسي ايفرا القريب من يوفنتوس بينما يحاول نابولي ضم الكاميروني صامويل ايتو والألماني كرامر بينما يبقى الثنائي لافيتزي ويوفتيتش لاعبا باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي على الترتيب تحت المجهر تحسباً لامكانية استعارتهما من أنديتهم او شرائهم بسعر معقول في ظل اهتمام يوفنتوس وانتر ميلان بضمهما وهو الأمر الذي ينطبق على الارجنتيني باستوري لاعب باريس سان جيرمان والذي يتردد اعلامياً اقترابه من الرحيل عن ناديه بالإضافة إلى اقتراب ايه سي ميلان من ضم الايطالي كريشيتو لاعب زينيت الروسي ومراقبة يوفنتوس لموقع البلجيكي لوكاكو لاعب تشيلسي والذي لعب لايفرتون الموسم الماضي على سبيل الاعارة.